بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كانت سيرة المعتز مع الإمام العسكري عليهالسلام كسيرة أسلافه من ملوك بني العباس مع أهل البيت عليهمالسلام ،
ومما يلحظ على تلك السيرة أن المعتز قد وضع
الإمام العسكري عليهالسلام تحت الرقابة الشديدة ، ولم يعد بإمكانه الاتصال بأصحابه إلا في ظروف خاصة ،
وتعرض الإمام عليهالسلام للاعتقال في زمانه وضيق عليه في السجن ،
وكان عليهالسلام لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة ، فيصوم النهار ويقوم الليل.
وأُودِع عليهالسلام في سجن صالح بن وصيف (١) ، وكان العباسيون يوصونه بالتضييق عليه ،
ويدسّون العيون في داخل السجن مع أصحابه.
عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى ، قال : « دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حُبِس
أبو محمد عليهالسلام ، فقالوا له : ضيق عليه ولا توسّع ، فقال لهم صالح : ما أصنع به وقد وكلت به رجلين شرّ
من قدرت عليه ، فقد صاروا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ،
ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل ؟ فقالا له : ما نقول في رجل يصوم النهار
ويقوم الليل كله ، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة ، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا ،
فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين » (٢).