بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
*************************************************
كانت السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهن ذكاء وعقلا وادبا وعفة ، وكانت تزيّن مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها ،
وكان منزلها بمثابة ندوة لتعلم العلم والفقه والحديث.
ولدت الرباب : سكينة وعبد الله. فأما عبد الله فقد قتل رضيعاً في حجر ابيه يوم عاشوراء وذلك لما قتل اهل بيته وصحبه وبقي وحده.
وأما سكينة فقد روى الشيخ عباس القمي في ( نفس المهموم ) أن اسمها آمنة وقيل أمينة وانما امها الرباب لقبتها بسكينة كما ذكر ابن خلكان في ترجمتها ذلك في وفيات الاعيان وكذا في شذرات الذهب في ج 1 ص 154 ونور الابصار ص 157
ويظهر ان امها انما أعطتها هذا اللقب لسكونها وهدوئها. و على ذلك فالمناسب فتح السين المهملة وكسر الكاف التي بعدها ،
لا كما يجري على الالسن من ضم السين و فتح الكاف.
ولم يتضح لنا سنة ولادتها ولا مقدار عمرها كماصح لنا ولادتها بالمدينة ووفاتها فيها كما في تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 263 ، ومعارف ابن قتيبة وتذكرة الخواص وابن خلكان بترجمتها.
قال السيد الامين في ( الاعيان ) عن ابن خلكان : توفيت السيدة سكينة بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الاول سنة 117 هـ سنة سبع عشرة ومائة بعد الهجرة.
وقال : كانت سيدة نساء عصرها ومن اجمل النساء ، وعمرها على ما قيل خمس وسبعون سنة ، فعلى هذا كان لها بالطف تسعة عشر سنة.
وقال سبط ابن الجوزي ماتت فاطمة بنت الحسين واختها سكينة في سنة واحدة وهي سنة مائة وسبعة عشرة بعد الهجرة.
روى الصبان في اسعاف الراغبين ان الحسن المثنى بن الحسن بن امير المؤمنين (ع) أتى عمه الحسين يخطب احدى ابنتيه :
فاطمة وسكينة فقال له أبو عبد الله : اختار لك فاطمة فهي اكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص) ،
أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين.
واما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل ، أقول هذه شهادة من الامام أبي عبد الله في تقوى هذه ، السيدة المصونة
وأنها منقطعة الى الطاعة والعبادة فكأنها لا تأنس بغيرها وهذا مما زاد في محلها من قلب أبيها الحسين امام عصره
حتى استحقت أن يضعها المعصوم بخيرة النساء وذلك لما ودع الامام عيالاته يوم عاشوراء أجلس سكينة وهو يمسح على رأسها ويقول
:
لاتحرقي قلبي بدمعك حسرة- ----- ما دام مني الروح في جثماني
إذا قتلت فأنت أولى بـالذي ------ تأتيـنه يا خـيرة النـسوان
ويأتي سؤال هل تزوجت سكينة بن الحسين ؟ وبمن تزوجت ؟
نقول أن علماء النسب والتاريخ يذكرون ان سكينة تزوجت
بعبد الله الاكبر بن الإمام الحسن السبط وهو أخو القاسم ، وامهما رملة. استشهد يوم الطف قبل القاسم ،
ومن هؤلاء الأعلام النسابة ابو الحسن العمري في القرن السادس في كتابه ( المجدي ) وابو علي الطبرسي صاحب مجمع
البيان في اعلام الورى ص 127 عند ذكر اولاد الحسن ، والشيخ محمد الصبان في اسعاف الراغبين على هامش نور الابصار ص 202 ، وروى الشيخ عباس القمي في سفينة البحار عن اعلام الورى في ذكر اولاد الحسين بن علي (ع) : وكان عبد الله بن الحسن قد زوجه الحسين ابنته سكينة فقتل قبل أن يبنى بها.
قال مؤرخ دمشق شمس الدين محمد بن طولون في كتابه ( الأئمة الاثنا عشر ) قدمت سكينة دمشق مع اهلها ثم خرجت الى المدينة.
وكانت من سادات النساء واهل الجود والفضل رضي الله عنها وعن ابيها.
-----------------------------------------------------------------
المصدر \ أدب الطف