اللهم صلِ على محمد وآل محد وعجل فرجهم
عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ وال **** عبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ
قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في ال **** اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ
وثنى أبو الفضل الفوارس نكصا **** فرأوا أشد ثباتهم أن يهزموا
ما كر ذو بأس له متقدما **** إلا وفر ورأسه المتقدم
صبغ الخيول برمحها حتى غدا **** سيان أشقر لونها والأدهم
ما شد غضبانا على ملومة **** إلا وحل بها البلاء المبرم
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً **** فيها انُوفُ بني الظَّلالَةِ تُرغَمُ
يلقي السلاح بشدة من بأسه **** فالبيض تثلم والرماح تحطم
عَرَفَ المواعظَ لا تُفيد بمَعشَرٍ **** صموا عَنِ النَّبأ العظيم كما عَموا
فانصاعَ يخطب بالجَماجم والكُلا **** فالسَّيفُ ينثرُ والمُثقَّفُ يَنظِمُ
أو تشتكي العطش الفواطم عنده **** وبصدر صعدته الفرات المفعم
لوسدُّ ذِي القَرنينِ دونَ ورُوُدِهِ **** نسفتهُ هِمَّته بما هو أعظَمُ
ولو استقى نهر المجرة لارتقى **** وطويل ذابلها إليها سلم
حامي الضَّعينةِ أينَ مِنهُ رَبيعةٌ **** م أينَ مِن عَلياً أبيه مُكدَّمُ
في كفه اليسرى السقاء يقله **** وبكفه اليمنى الحسام المخدم
مثل السحابة للفواطم صوبه **** ويصيب حاصبة العدو فيرجم
بَطَلٌ إذا رَكِبَ المُطَّهَمَ خِلتَهُ **** جَبَلاً أشَمَّ يَخِفُّ فيه مُطهَّمُ
قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني **** في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ
لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ **** واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ
فهوى بجنب العلقمي وليته **** للشاربين به يداف العلقم
فمشى لمصرعه الحسين وطرفه **** بين الخيام وبينه متقسم
قد رام يلثمه فلم يرى موضعاً **** لم يدمه عظ السلاح فيلثم
نادى وقد ملأ البوادي صيحةٌ **** صم الصخور لهولها تتألم
أأخي يهنيك النعيم ولم اخل **** ترضى بأن ارزى وأنت منعم
أأخي من يحمي بنات محمد **** انصرن يسترحمن من لا يرحم
--------------------------------------------------------
منقول من موقع شعراء اهل البيت
السيد جعفر الحلي