خادمة الزهراء مشرف
عدد المساهمات : 62 نقاط : 124 تاريخ التسجيل : 11/09/2013
| موضوع: سيدتي .... كيف تسعدين زوجك ؟ الإثنين سبتمبر 16, 2013 5:19 am | |
|
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اخـــواتي العزيزات :
من منا لا ترغب في إنجاح حياتها الزوجية وجعل السعادة ترفرف فوق مملكتها فالحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالباً ما تكون باختيار الزوجين وعليهما فعل المستحيل لنجاح تلك الشراكة. ومن الطبيعي أن يمر الزوجان بأوقات عصيبة خلال رحلة حياتهما المشتركة، إلا أن التشدد وعدم التسامح يجعل من الحياة الزوجية أمراً مستحيلاً، بل إن الحياة الاجتماعية سوف تصاب بالشلل في غياب الغفران.. سوف تتحطم العلاقات بين الأصدقاء وبين الجيران وبين الزملاء..
والأسرة هي في طليعة الوحدات الاجتماعية التي تحتاج دائماً أن يغفر الرجل لامرأته والمرأة لزوجها.
سيدتي!
قد يرتكب زوجك خطأ ما وقد يكون هذا الخطأ كبيراً... فإذا رأيت الندم في عينيه أو قدّم لك الاعتذار فاغفري له وتناسي خطأه. وإذا رأيته نادماً - ولكنه لا يريد أن يقدم اعتذاره، لأن الاعتذار يجرح كبرياءه كرجل- فحاولي أن تقبلي هذا الندم.. وتأكدي انه لن يكرر الخطأ وسوف يمتنع عن الإيذاء بك مستقبلاً.
المهم ألا تفكري سيدتي أبداً بالردّ بالمثل.. ولا تحاولي أن تردّي الصاع صاعين، فزوجك ليس عدوك ولا حتى خصمك بل إنه شريك حياتك..والرجل الوحيد الذي تجدينه يقف إلى جانبك دائماً. وتأكدي أنك ستكبرين في عينيه ويزداد حبه لك نتيجة تضحيتك وموقفك الإيجابي. وقد روي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال:"ألا أخبركم بشرّ نسائكم؟.... التي لا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً "(1).
في حال تجاوز زوجك الحدود في ظروف معينة وبشكل استثنائي فهذا لا يشكل مبرراً كافياً لتدمير حياتك الهادئة .
وقد وردت هذه الرواية اللطيفة في كتاب قبسات من سيرة الإمام الخميني نقلاً عن الطبيب المعالج للإمام الدكتور حسن العارفي (2): " طلب مني أحد الأخوة كان يعمل في خدمة الإمام أيام رقوده في مستشفى الشهيد الرجائي لأمراض القلب للعلاج، أن أطلب من الإمام أن يجري له صيغة عقد الزواج ، ذهبت للإمام وكان حاله جيداً فوافق على الاستجابة لهذا الطلب، وأجرى صيغة العقد له على فتاة كانت هي أيضاً تعمل في المستشفى نفسه، وأتذكّر أن الشاب قدّم بعد ذلك نسخة من القرآن الكريم وطلب من سماحته أن يكتب لهما عبارة بخط يده المبارك، فكتب الإمام عبارة جميلة للغاية على الصفحة الأولى هي: " ينبغي للزوجين اللذين يريدان أن تكون حياتهما المشتركة موفقة ، أن يتخذا قراراً حازماً بأن يتحلى كل منهما بالمسامحة والتكيف في التعامل مع الآخر" .
إن الحب الزوجي يجب أن يقوم على ركائز متينة من التفاهم والإحترام والصداقة والتقدير ومراعاة شعور الشريك والعمل الحثيث الدائم على إنجاح الزواج، وذلك بالتسامح والغفران والمداراة، لتغمر المحبة والسعادة والفرح كل أفراد العائلة ويسود الأمن والدفء العائلي كل أرجاء المنزل... .
1 – بحار الأنوار – ص 236 2 - كتاب قبسات من سيرة الإمام الخميني – الحياة الإجتماعية- إعداد غلام علي الرجائي. | |
|